غَرانيقُ الذَّهبِ ودمعٌ أَرَقْ
ناهدة الحلبي
لن أعتَلي بِهَواهُ المجدَ والقِببا
فهل لِليثٍ زئيرٌ كلَّما وثبا
ومَن يَخطُّ بغير الشِّعرِ دمعتهُ
ما كلُّ حرفٍ قرأناهُ إذا كُتِبا
يهوى قُعورَ بِحارٍ إن بِها دُررٌ
ولِلغَرانيقِ لونٌ يُشبِهُ الذَهبا
حتَّى المباهجُ لو سيقتْ بزغردةٍ
أم كانَ فيها لُحونٌ تنتشي طربا
عَتقتُ نفسي وذي روحي لَشاهِدةٌ
أنِّي شَقيتُ وهذا القلبُ قد تعِبا
فالظُّلمُ شيمتهُ قلَّت نظائِرهُ
قد يستقيمُ حديدٌ إن بهِ ضُرِبا
إنِّي أحدِّثكمْ والوقتُ يدْهَمني
فالشمسُ إن غرُبتْ كالبدرِ إن حُجِبا
والعينُ إن حَسَدتْ تقتاتُ من جسدٍ
كما القِذى رهَجٌ في العينِ ما انتَحبا
هذي حكايتنا مُذْ صرتُ لم أرَهُ
إنَّ المُقامَ بقلبٍ لا يفي طلبا
ترقرَقتْ عبراتٌ والخدودُ عَصَتْ
فذابلُ الوردِ لا يزهرُّ ما رطِبا
أمطرتُ في رهَقٍ ما في الفؤادِ هوىً
فيُنبِتُ القاحِلَ الذاوي إذا غضِبا
يا سادتي وجَعي في الحبِّ من أزلٍ
فأشتكي وحُراقُ القلبِ ما نضَبا
أدنيتهُ فكدِبقٍ في صقيعِ يدي
فارقتُهُ فكَجُرحٍ عن دِماهُ نَبا
إنِّي لغاضبةٌ منهُ ومن قدَري
فذا فراقٌ فدمعٌ أطفأ الشُهُبا
تَخذْتهُ وطناً مَنْ خيْلُهُ نزِقٌ
ما للخيولِ نصيبٌ أيُّها ركِبا