ناهدة الحلبي
ضفائرُ على أكتافٍ عارية...
____________________
عُنُقٌ تسربلَ بالضَّفائرِ من عَلِ
ينهلُّ من عبَقٍ ووردٍ غُفَّلِ
إنِّي اصطَفيتُكِ من رحيقِ أزاهرٍ
فاستَرْوحي مِن طيبهِ وتدلَّلي
إن كان وصلكِ بالعيونِ مُفاخرًا
لا تعجَلي فجُفونُها لم تُكْحلِ
ذُلَلٌ سِهامي لم تُصِبْكِ نصالها
كغفير جُندٍ في المعاركِ عُزَّلِ
xxxxx
متوسِّدًا شفتي فأذهبَ غُلَّتي
من دمعهِ المسكوبِ والمتمهِّلِ
برَكَت على خدِّي الأناملُ فانتشى
نَصَعُ الصباحِ وجونُ ليلٍ مُقبلِ
نُبِّئتُ عمرًا كان دونكَ غُصَّةً
ترنو إلى قلبي المُصدَّعِ فانْهَلِ
أُسكِنْتَ دِفءَ مطارحي ولِمرَّةٍ
فَسَرقتَ عن ثغري الحريرَ ومَخمَلي
xxxxx
ورديَّةُ النفَحاتِ من عمرِ الهوى
تنسلُّ نحوِيَ من ورودٍ ذُبَّلِ
شارفتُ دهرًا من حنينِ لواعجٍ
شوقُ النسيمِ إلى أريجِ قَرَنفُلِ
إنْ كنتُ دونَكِ أرتوي من قُبلةٍ
فلكلِّ روضٍ طائرٌ لم يسأمِ
إني أحبُّكِ سامحيها هفوةً
للغدرِ مثلُ جفاكِ طعمُ الحنظلِ
xxxxx
لله دَرُّكَ من حبيبٍ غافلٍ
فالغدرُ يُنسَجُ من سحائبَ هُطَّلِ
والعينُ تنْشَفُ ما سَحقْتَ نواظِرًا
يا ليتها الأبصارَ لم تتذلَّلِ
حتى الجروحُ إذا مررتَ بقاعِها
أَدميتها، من في سهامك مَقْتَلي
والعفوُ مقدرةٌ لِرَبٍّ قادرٍ
ليستْ أنا، من كالحريقِ مُشعَّلِ!!