ناهدة الحلبي
أقسمتُ ألاَّ يُحِب!!!
______________
ضاهى الملائكَ فيمن يدَّعي القُدُسا
ينسلُّ في خِلَعٍ مَوْشيَّةٍ أنِسا
هل كنتُ أحببتُ قدِّيسا وتُشغِلني
عن جنَّةِ اللهِ أشواقٌ جَرتْ عُرُسا
كانت مباهجَ للعشَّاقِ مؤنَفَةً
صارت كنائسَ من كانتْ له جرَسا
حتى أخذتَ من الأحداقِ لمعتَها
كالنَّضْرِ ينسابُ من أدواحهِ يبسا
من ينزِفُ الحبَّ في الشَّرْيانِ يعشَقُني
هل يغفِرُ اللهُ منْ آتاهُ مُلْتمِسا
يُبدي الشموس به من ضوئهِ شُعَلاً
والليل يُطْلِعُ من ظَلْمائهِ القَبَسا
قُدني إليكَ أنا المرْمِيُّ في لُجَجٍ
والعُمرُ سافَرَ، مَلَّ اللِّينَ والشَّرَسا
قالت حواسي وعيناهُ تدلِّلني
إنَّ الحبيبَ يُلبِّي العِشقَ ما احتبسا
أوقدتُ أنفاسَهُ بالشَّهدِ مُسْتبقًا
جَمْرَ الشِّفاهِ وعُسلٌ فاض فانغمسا
يغترُّ خدِّي إذا العُنَّابُ جانبهُ
كم لائِمٍ لو يذوقُ الحبَّ ما نبَسا
من ضِفَّة الثَّغرِ حيثُ الشَّهدُ مُبتهلاً
عِشقًا لُقاحًا إذا ناجَيْتهُ همسا
والبَدرُ لم يُثْنِهِ بعد التمامِ سما
كالقلبِ بعد احتضارِ الرُّوحِ ما ابتئسا
يا من بهِ وجعي أيقظتَهُ حِمَمًا
كم فارسٍ راجِلٍ لا يمتطي فرسا
أنأى عنِ الحَدَقِ المرصوفِ ساهِمةً
من كاد يُعتِمُ قلبًا في الهوى تَعَسا
إنْ رُدتَ نأيًا فقلبي ليس مُنبجِسًا
من ضوء فجرٍ، إذا شاء الهوى اختلسا
أمْ رُدْتَني فخيارُ العِشقِ أضْيَقهُ
أن أُشغِلَ القلبَ كُلاًّ ليس مُقتبسا