رعشةُ زمنٍ ثَمِلٍ وقِداحْ
ناهدة الحلبي
كالخمرِ يُثمِلُ صحوةَ العشَّاقِ
كالخوفِ جمرٌ غيرُ ذاتِ حُراقِ
كالموتِ أعمى كالورى كلِفٌ بنا
فكأنَّهُ زمني بِلا إشفاقِ
هل لي ببعضٍ من رؤى فرحٍ مضى
وبقيَّتي فكذابلِ الأوراقِ
والليلُ داجٍ لا يَرقُّ لأدمعٍ
خضِبٌ برعشةِ عاشقٍ مُشتاقِ
أضْنيتَني إنَّ الحياةَ عزيزةٌ
لكنْ لِمثلي فهْيَ دارُ نِفاقِ
هل كان وجهي مثل وجهِكَ مُشْرقاً
ولِما ضَننْتَ بوهجهِ البرَّاقِ
هل مُلتقىً يرفو كمُسترقِ الهوى
أو قبلةٌ كبَّلتها بعناقِ
قد قلتَ لي إنَّ الذنوبَ كثيرةٌ
وبها أُزاورُ عتمةَ الأنفاقِ
أودعتهُ الأحشاءَ أنبتَ قاحلاً
أنهلتهُ طيباً فضاقَ خناقي
لم تكْفِني منهُ المظالمُ شِرَّةً
مَنْ قلبهُ لا يكتوي بفراقي
العشقُ أشهى من أطايبِ ثغرهِ
فتموجُ فوقَ حداقهِ أحداقي
أشواقهُ شرقيَّةٌ وثمارُها
جسدٌ تُحلِّقُ فوقهُ أشواقي
كادت تُمنِّي النفسَ طولَ إقامةٍ
والمرُّ لا يحلو بمرِّ مذاقِ
هذي سيوفٌ لو تكسَّرَ نصْلها
لَبَرتْ بغِمدكَ سامقَ الأعناقِ
أترعتُ كأسَكَ بالملذَّاتِ التي
عتَّقتُها في القلبِ خوفَ دِهاقِ
يا سيِّدي إن ذُقتَ خمرةَ عاشقٍ
لا تتَّقي نشْواً فلسْتَ بِباقِ
لكنَّ شيئاً ما تغيَّرَ بيننا
والبعدُ عنهُ مثلُ يومِ تلاقِ