ناهدة الحلبي
قولي لَهُم!!
_________
أَجْزَلْتِ بٱلأَخذِ ما طابتْ لكِ ٱلنّعَمُ
وازْدَدْتِ بي شغفًا فٱزدادَ بي سَقَمُ...
قولي لهُمْ مُذْ وَطِئْتِ الأَرضَ كَوَّرَها
حتَّى ٱلرّمالُ قَدِ ٱزْدانَتْ بِها ٱلقَدَمُ
إيَّاكِ مِنْ قَمِرٍ إنْ قِيلَ ضِئْتِ بهِ
فٱلكَوْنُ مِنْ نَظْرةِ ٱلعَيْنينِ يَنْتَظِمُ
قُولِي لهُمْ إنَّكِ ٱلغُدْرانُ ما نَضِبتْ
وإنَّكِ البَحرُ ما فاضتْ بهِ ٱلدِّيمُ
واسْتَصْرِخِي وَجَعِي ما ذُقْتُ أَجْمَلَهُ
أَنتِ ٱلشَّقاءُ وضَوْءُ ٱلقلبِ و ٱلظُّلَمُ
يا فتنةً شاقَ سِحرُ العينِ خالِقَها
وٱلحسنُ معتقدي وٱلحقُّ وٱلقِيمُ
يا أَجْمَلَ ٱلوَشْيِ بِٱلياقُوتِ يا دُرَرًا
قدْ تَسْتَفِيقُ على شُطْآنكِ ٱلأُمَمُ
يا صَفْوَةَ ٱلحُسْنِ في ٱلأَجْفانِ مَعْقِلُها
يا وَرْدةً غرِقَتْ في فَيْئِها ٱلنَّسَمُ
لا تُعْتِقيني فإنَّ ٱلقيدَ نشوتُهُ
إِنْ ضَمَّنا ٱللَّيلُ لا ٱلوديانُ و ٱلأَكَمُ
يا نَبْضَهُ من فؤَادٍ حُقَّ شاغلُهُ
ذاكَ ٱلمُوَشَّى بِشَهْدِ ٱلنَّحلِ يَرْتَسِمُ
حَيْثُ الهوى وحَبَابُ ٱلعينِ قَدْ نَثَرتْ
عِطْرَ ٱلغَمامِ وحيثُ ٱلخَصْرُ يَعْتَصِمُ
فَيَنْطَوي وَجَعِي إنْ عانَقَتْكِ يَدِي
كَمَنْ يُظلِّلُ لَيْلاً وجهُهُ جَهِمُ
قَالوا بِأنِّي حزينٌ، قلتُ مُنْتَظِرٌ
لَعلَّ حُبًّا أتى فٱلعُمْرُ يُقتسَمُ
أَخْشَى على ٱلجُرح مِ ٱلأَبْصَارِ إنْ دمَعَتْ
فٱلدَّمْعُ جَمْرٌ ودمعُ ٱلعَيْنِ بِي بَرِمُ
لو أطْفَئَتْهُ جُذًى فٱلقلبُ يُشْعِلُهُ
منكِ ٱلشِّفاهُ ولي منْ طيبِها اللَّثَمُ