يا إلهي، لا تدع امرأة تموت في المنفى.
شعر النساء البشتونيات..
شعر نساء بشتون يكاد يكون المرجع الوحيد للشعر الحسي للنساء وقد قام بجمعه سعيد بهو الدين مجروج وقام الشاعر الفرنسي اندريه فيلتير بترجمتها إلى الفرنسية، وترجمها إلى العربية جميل صلاح وصدرت عن دار الانتشار العربي. يعبر شعر النساء البشتونيات عن المرأة الإنسان حين تكون في منفى الجسد، إن معرفة هذا النوع من الإبداع الحسي يدهشنا فهو يأخذنا إلى أن نقف متأملين اغتراب المرأة مع ذاتها وتماسها مع الجسد المنفي الذي يبث صرخاته في نظم شعري حر يجعل الجسد صوته ومحوره. من هذه المنطقة المحظورة يكتبن نساء البشتون شعرهن عاريا راقصا على إيقاع الوحدة والانكسار، وهو شعر شديد الحسية حين تكون المرأة في منطقة الجسد والحب وعلى حافة الانتظار وحيدة إلا من الشعر.
(1)
يا إله المنفيين الكبير
كم ستدوم الحياة فوق هذه الهضاب الجرداء.
(2)
على وجنتي تتدحرج دمعات
كيف أنسى قمم جبال كابول المكللة بالثلج.
(3)
تباعد جبال بيننا الآن
وحدها العصافير رُسلنا، وأنا شيدها الدليل.
(4)
اذا مات حبيبي، لأكن كفنه
هكذا نتزوج الرماد معا.
(5)
ماذا تستطيع ان تفعل الا القتال
لن تكون، اذا خضعت سوى عبد عبد.
(6)
الشهيد شهب يلمع ثم ينطفئ
الميت في أرضه لا يفعل شيئا سوى إتلاف الأسرّة.
(7)
ليس لك سوى الهباء، لن تأخذ فمي أبداً
لقد اختبأت حين ذهب الرجال الى المعركة.
(8)
لن يأت الموت اذا لم تحن الساعة
سيشتعل العالم، لا تخف أبداً يا حبيبي.
(9)
لو كنت أعرف ان زمن الفراق سيأتي
لأمسكت بيد حبيبي حتى ساحة المعركة.
(10)
إذهب وقاتل في كابول، يا حبيبي
من أجلك، سأحتفظ بفمي وجسدي طاهرين.
(11)
أيتها الارض ضريبتك كبيرة
تفترسين الشبيبة وتتركين الأسرّة قاحلة.
(12)
يا إلهي، لا تدع امرأة تموت في المنفى
ستنسى اسمك، وهي تلفظ أنفاسها الاخيرة
لن تفكر سوى بمسقط رأسها.
(13)
أيها القذر الصغير تناول بندقيتك واقتلني
فطالما أنا على قيد الحياة، لن أتخلى عن عشيقي أبدا.
(14)
يا إلهي، أحرق بيوت
الذي دمّر منزلي، الذي أهداني الموت.
(15)
في يدي وردة تذبل
فأنا لا أعرف لمن أعطيها في هذه الارض الغريبة.
(16)
ليؤذن الشيخ صلاته عند الفجر
لن أنهض ما دام حبيبي يريدني.
(17)
يا إلهي، لتضمني اليوم
لم أعد أرغب في رؤية الوجوه، لقد ذهب حبيبي.
(18)
لتقطف الورود ملء راحتيك
أنا بستان أنت مالكه
(19)
إما ان تكون على صدري دائما
والا فالافضل ان تكون بين ذراعي الارض المعتمتين.
(20)
لا تضمني كثيرا بين ذراعيك
سيفضح سرّنا غدا، عطر قلادتي.
(21)
فمي كله اليك
لن أعطيه الا للمحارب المنتصر.
(22)
يا بنيّ، لو تخليت عن حربنا
سألعن حتى حليب ثديّي.
(23)
الأبطال أحياء دائما
وحدهم الخائبون يذبلون الى الأبد.
(24)
مرّر يدك بهدوء في تجويف يدي
ما ان أزهر رمان حتى نضج.
(25)
ينزلق سروالي ذو اللون الناري عن ساقيّ
يقول قلبي لي انك ستكون هنا هذه الليلة، ربما غدا.
(26)
يا محبوبي، لا أستطيع ان أهديك
سوى المسكن الذي بنيته لك، في أعماق قلبي.
(27)
أزداد جنونا، حين أمرّ قرب قبر وليّ،
أرمي له الحجارة لكل أمنياتي غير المستجابة.
(28)
قال لي قلبي: انني لا أنفع لشيء
انهما العينان اللتان، حين رآتا، جعلتاني عاشقة.
(29)
أكلت فمي من دون ان تشفي غليلك
أيها الأبله، احملني على ظهرك، أنا مستعدة لأتبعك.
(30)
سأذبحك أيها الديك الملعون
لأنك لو لم تصح، لكان حبيبي لا يزال بين ذراعيّ.
(31)
يتباهى الآخرون بثياب العيد الجديدة
اما أنا فأحتفظ بالثوب الحامل رائحة عشيقي.
(32)
مرة اخرى، لتمرّ على طريقي
فها ان آثار خطواتك تمحي في الغبار.
(33)
لتكن سعيدا، يا حبيبي، سأهتم أنا بالاحزان
يعرف قلبي الشقاء، لن ينفجر أبدا.
(34)
اذا كنت اتفرس فيك بهكذا إلحاح
فلأني أرى فيك تارة أنك عشيقي المقبل.
(35)
لا تحطمني أبدا بين ذراعيك
ان براعم نهدي ترتجف بألم ناعم.
(36)
حبيبي عقد على عنقي
قد أسير عارية، لكني لا أبقى لحظة بلا عقد.
(37)
تعال لألمسك، لأحتضنك
أنا نسيم المساء الذي يموت قبل الفجر.
(38)
هل ان ذلك خطيئة يا إلهي؟
أوجدت صديقة في هذا العالم، وقطفت منها
الزهرة التي أعجبتني حقا.
(39)
لتكن سعيدا يا حبيبي، سأهتم أنا بالاحزان
يعرف قلبي الشقاء، لن ينفجر أبدا.
(40)
حلمت الليلة الماضية بأمر تحقق
أخذني حبيبي الجبان بين ذراعيه
في وضح النهار.