نحن الأحياء نتخبط بين أمواج الموتى المتلاطمة
نحن الغرقى نتمسك بجثة.
.
.
رسائل إلى سلة المهملات:
عندما أسمي سطل الزبالة، سلة مهملات، أشعر بأن غرفتي سطح المكتب على شاشة الكمبيوتر،و أنا حتماً فيروس، لنسميها إذاً رسائل إلى الزبالة:
كانت آخر رسالة كتبتها منذ أسبوع، كتبت فيها عن الشعور بالأمومة الذي تملكني فجأة، لكن ليس أمومة بأن يكون لدي بشري صغير، بل بأن يكون لدي نبتة.
لذا حين شعرت بأن الولادة قد حانت.. اشتريت نبتة صغيرة..
في الأيام الأولى كنت أعتني بتلك النبتة طيلة اليوم، من سقاية ومسح الغبار عنها و ملاعبتها، لكن يوم بعد يوم بدأت أشعر بالخيبة، لا أعلم لمَ كنت أعتقد بأنها ستنطق مع مرور الوقت، أو على الأقل أن تبادلني بعض المشاعر و أنا أحدثها طيلة الوقت..
فتوقفت عن الاعتناء بها وسقايتها، كانت تذبل أمام عينيّ متوسلة أن أسقيها،لكني كنت أسكب الماء حولها على الأرض و أتألم على موتها بسببي..
زبّال الحي النظيف، جاءني صباحاً وقال لي:
لم توقفت عن كتابة الرسائل لي.. أرجوك إن أردت أن تتوقف عن مراسلتي، فامنحني النبتة على الأقل.
لم يقل غير ذلك و بدوري جلبت النبتة وأعطيته إياها.. ورحل
كنّا كممثليّن جيّدين، لم نبدي أي مشاعر، ورغم ذلك لو أن أحدا رآنا لقال: لقد بكيا.. رغم أننا لم نفعل..
.
.
نوستالجيا:
عصراً.. هناك على المصطبة، المغطاة بحصير قديمة مفروشة بقشور بذور الميّال... ميّال الشمس، و أوراق الزنزلخت الذابلة، و كاسات الشاي الباردة التي يستريح على حوافها الذباب..
هناك فوق تلك الحصير المطرزة بثقوب خلفتها سجائر العابرين كشامات.
هناك أريد أنا أنام...و أنا أتأمل طيور السنونو التي تتأرجح في الأعلى وكأنها معلّقة إلى السماء بخيوط..
هناك أريد أن أنام..
.
.
فلاح ما ارتطم فأسه بشيء قاسي..
كان ذلك قلبي.. ومن ذاك الثقب خرجت كبرعم صغير..
كبرت... وكشجرة يابسة الآن.. أشعر بالحزن كلّما دفن ميتٌ تحت الأرض..
و كأنه يأخذ مكاني.. أخاف أن لا يبقى لي حصة من التراب..
.
.
و النهايات دائماً سخيفة.. فكيف إذا كانت البدايات كذلك..
لذا: أحبكِ و كأننا لن نلتقي أبدا..
نحن الغرقى نتمسك بجثة.
.
.
رسائل إلى سلة المهملات:
عندما أسمي سطل الزبالة، سلة مهملات، أشعر بأن غرفتي سطح المكتب على شاشة الكمبيوتر،و أنا حتماً فيروس، لنسميها إذاً رسائل إلى الزبالة:
كانت آخر رسالة كتبتها منذ أسبوع، كتبت فيها عن الشعور بالأمومة الذي تملكني فجأة، لكن ليس أمومة بأن يكون لدي بشري صغير، بل بأن يكون لدي نبتة.
لذا حين شعرت بأن الولادة قد حانت.. اشتريت نبتة صغيرة..
في الأيام الأولى كنت أعتني بتلك النبتة طيلة اليوم، من سقاية ومسح الغبار عنها و ملاعبتها، لكن يوم بعد يوم بدأت أشعر بالخيبة، لا أعلم لمَ كنت أعتقد بأنها ستنطق مع مرور الوقت، أو على الأقل أن تبادلني بعض المشاعر و أنا أحدثها طيلة الوقت..
فتوقفت عن الاعتناء بها وسقايتها، كانت تذبل أمام عينيّ متوسلة أن أسقيها،لكني كنت أسكب الماء حولها على الأرض و أتألم على موتها بسببي..
زبّال الحي النظيف، جاءني صباحاً وقال لي:
لم توقفت عن كتابة الرسائل لي.. أرجوك إن أردت أن تتوقف عن مراسلتي، فامنحني النبتة على الأقل.
لم يقل غير ذلك و بدوري جلبت النبتة وأعطيته إياها.. ورحل
كنّا كممثليّن جيّدين، لم نبدي أي مشاعر، ورغم ذلك لو أن أحدا رآنا لقال: لقد بكيا.. رغم أننا لم نفعل..
.
.
نوستالجيا:
عصراً.. هناك على المصطبة، المغطاة بحصير قديمة مفروشة بقشور بذور الميّال... ميّال الشمس، و أوراق الزنزلخت الذابلة، و كاسات الشاي الباردة التي يستريح على حوافها الذباب..
هناك فوق تلك الحصير المطرزة بثقوب خلفتها سجائر العابرين كشامات.
هناك أريد أنا أنام...و أنا أتأمل طيور السنونو التي تتأرجح في الأعلى وكأنها معلّقة إلى السماء بخيوط..
هناك أريد أن أنام..
.
.
فلاح ما ارتطم فأسه بشيء قاسي..
كان ذلك قلبي.. ومن ذاك الثقب خرجت كبرعم صغير..
كبرت... وكشجرة يابسة الآن.. أشعر بالحزن كلّما دفن ميتٌ تحت الأرض..
و كأنه يأخذ مكاني.. أخاف أن لا يبقى لي حصة من التراب..
.
.
و النهايات دائماً سخيفة.. فكيف إذا كانت البدايات كذلك..
لذا: أحبكِ و كأننا لن نلتقي أبدا..