الرئيسية » » خلف سور المدرسة الابتدائية | ناصر رباح

خلف سور المدرسة الابتدائية | ناصر رباح

Written By Unknown on السبت، 25 يوليو 2015 | 1:47 م

خلف سور المدرسة الابتدائية، بينما يصطف التلاميذ لتحية العلم، سلخ الأطفال الأصغر سناً جلود القطط حية، علقوا الفراء على عصي طويلة، طافوا حول المدرسة يصرخون بمواء متصل. الآباء والأمهات الذين أيقنوا أن أبناءهم صاروا قططاً، رشوا شوارع الحي بالملح ليبددوا رائحة الغياب، غسلوا مراراً ملابس الأولاد المعدة لعيد لن يأتي. ضرير كان يستمع عبر مذياعه لمباراة معادة، قال لمهرولين فضوليين: لا تسرعوا، فالمباراة انتهت بهزيمة الفريقين. لكنهم لم يلتقطوا النكتة، سرقوا مذياعه، وتركوه يسب الحكام. في تلك الأيام لم نكترث لشكوى الجدران من كثرة الدماء التي عليها، من يهتم لجدران تشكو؟ ذات صباح لم نجد البيوت، فقط مكانها أكوام من كلمات حمراء تُركت مثل ملابس متسخة على الأرصفة، وأيضاً لم يعبأ بها أحد ، لكن الأزواج أكملوا - وبلا جدران - حياتهم العادية، بل وأنجبوا أطفالاَ آخرين سلخوا مزيداً من القطط داخل المدرسة. طبيب القلب الذي يتابعني لم يعد يوصي بشيء غير الكف عن كتابة يوميات قرية ميتة.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.