ويقول يحبُني
ناهدة الحلبي
إنِّي عشِقتُكَ فامْلِ ما حطَمَتْ يدي
من أكؤسِ برضابِ ثغركَ ترفلُ
كم لائمٍ في الحبِّ قد برُحَ الهوى
إنَّ القلوبَ براقعٌ تتبدَّلُ
أنسيتَ نقتسمُ المغيبَ ووحدتي
لونُ الغروبِ أنينُ وجدكَ تحمِلُ
أنسيتَ نمتشِقُ الكآبةَ موعداً
كنحولِ صبركَ كالمنيَّةِ تعجُلُ
تنْشَقُّ عن مطرٍ وتوثَقُ بالنَّدى
والياسمينُ على الشِّفاهِ أقبِّلُ
فخَدَدْتُ في وجناتِ قلبِكَ موطني
كالخمرِ تنهلهُ الشِّفاهُ فتَثملُ
وأطوفُ من قممِ الجبالِ رواسياً
إنَّ الرواسيَ في مداكَ تخيُّلُ
منِّي فَخُذْ قلبي الذي ولجَ الضحى
إنِّي سَخيتُ فما لقلبِكَ يبخلُ
إنَّ الجنونَ لديَّ خَضَّبَ صمتهُ
هل للحبيبِ إذا أحبَّ تعقُّلُ
أرفو الجراحَ بمدمعي فحزينةٌ
من عمرِ أوردتي ولا أتدلَّلُ
أتصيّدُ القمرَ المُنيرَ بوجههِ
وبهِ البدورُ كما النجومُ تُشَعَّلُ
إني أحبُّكَ حدَّ عدِّ ترابهِ
والفيضُ رحمتهُ وليتكَ تعدلُ
إنّي أضاحكهُ الزمان لِعلَّةٍ
أنِّي إليكَ إذا دنوْتُ سأُعذَلُ
بلَّلتُها بالخمرِ فاحَ رحيقُها
أبغيرِ خمرِكَ ذي الشِّفاهُ تبَلَّلُ
إن كنتَ دائي ذاكَ ملحُ خطيئتي
أو كنتُ داءكَ ما حييتُ سأُقْتَلُ