"عبراتُها القدس"
أمضي يرافقني الظّلالُ عبر أردية مهارات التكوين غياب
والقلب يعرف مصدر جذوتها وتقلبات الجسد المنشور ضباب
يتسارع النبض حينما يسير المرءُ على حواف شريط محموم
السّاعة تتنسّمني في وهج رحيلي إليها ونهدات الثوب المشقوق
تشاهدنا صرير أنامل الآتين من جنوة ومنهاتن وسواد الأحباش
لغة الزيتون طيورٌ تحمل دقات الحدقات وجنون عشاق الخفوق
أمشي يحدوني شدوها الغامق من جراحات عباءآت الزعرور
أكعاب بنادقهم المصوبة نحو ظلال العمق تراها كالطود المعكوس
وحنين الشمس في السماء الزرقاء تشدونا أملاً في هوس الغبوق
وثقوب الإغواء تراوغ في عيني فاتنة تتسارع في جسد منشور
تمضي القوافل محملة بُرادة دقات العاشقين من جنون الماشين
والقبّعات تُدنّسُ رحم براءة شوقها لنا وعبق التراب يُظلل الجفون
يتهامسون بأنهر مسمومة من مرساة جذوة اليقين في ثغر الجنون
ينتشر رعدهم الوثنيُّ في مرساة لواعج أصداء سُكون المتعبين
هي عندنا، لا ترحلُ ،عنّا تُقيمُ فينا،يتناقض إيقاعها في الثغر اليحموم
وتتنسّمُ حالات نقيض القول مع إشراقة حنو الزنابق وبصيلات الظنون
تسمعين تمتمات الأشجار تُهرول طاردة عواء ذئاب الحانات شفاه
من لمعانها القبّةُ ينتشر نهرُ المحبّة مع انفراط عقد اللؤلؤ وجاء ضياء
وهاهو إشراقها المغبون من عسجديات النهر وانبهار آفاق الوجاق
حاضرها ذكرٌ مشبوه يُبدده التقاط الصورة في عمق التناجي والغرام
إشراقات الوداد تنساب مسموعة نهداتها في عمق ترنّمات بحر الياسمين
تسحبنا وسناتها من محفظة التاريخ إلى عمق وجنتيها ووسنات اليباب
نركع نشتبك مع ذاكرة تموج من وحي التماهي في مرساة سموم الأحبار
ملهاتها ماءٌ،وسرمدياتها غبوق يدلف من عيون المجد مع طرقات المحموم
فوق جدائلها تُبنى الحضارات والرّكع السّجود يتلون البلاسم من القران...!
ألأستاذ الدكتور
نادي ساري الديك
فلسطين
20/6/2015م
مُهداة لشيوخي،وأترابي،وأصدقاء يتربعون عرش المجد،وأنا أصلي نيابة عنهم تحت زيتونة في باحات مسرى سيّد الرّسل والأنبياء،في أول جمعة من شهر الرحمة والغفران،ونشوة الإيمان تعمر قلوبنا،تُبلسم جراحاتنا جرسيات القران.