عطرُكَ على ساعدي والحَبَقْ..
ناهدة الحلبي
أعنِّي على النِّسيانِ قد ثمِلَ النُّطقُ
ويا دمعُ قُلْ كم شاقَني وشَجى العِشقُ
وإن تروِ عن توقِ الفؤادِ لِعَينهِ
كغبراءِ ساقٍ لفَّ قامتها الوُرْقٌ
فكالبدرِ في فُلكٍ تألَّقَ نورهُ
إذا الطيرُ يشدو باسْمهِ أنِسَ الحَلْقُ
وليلٍ له داجٍ أقمتُ بساحهِ
كمن لِهواهُ في الفؤادِ هوىً دُفْقُ
وإنْ كلُّ أحزانِ النِّساءِ تَعَشُّقٌ
فحَيْثُ لِدُنياهُ المقرُّ لِيَ السَّبقُ
وسُقَّتْ شفاهي بالمُدامِ وأُغرِقتْ
بحضنِ حبيبٍ يشتهي رعْدُهُ البرْقُ
وخضَّبتُ كفَّيهِ بعطرِ أنوثتي
فإن كنت أحيا أو أموتُ فما الفرْقُ
وإن بارتشافِ الخمرِ يُذَّكرُ الشذا
كذا برواءِ العِطرِ يذَّكرُ الحبْقُ
وإن قلَّدَتهُ الشمسُ حرَّ لُهاثِها
تباهى بحُلاَّتِ المغيبِ رؤى الشَّفقٌ
وأنْدتْ بأنثالِ الزواهر ِثغرهُ
فقبَّلت منهُ الثغرَ وافْتتنَ الخَلقُ
أبيتُ وقلبي لا يدقُّ لغايةٍ
سوى أنَّه حبٌّ يطولُ بهِ الخفْقُ
وأنّكَ عطرُ الوردِ ما وسعَ المدى
وغَربٌ تهادى في خَمائلهِ الشَّرقُ